ماذا صار وماذا جرى على استثمارات كنا نعدها مجدية أفنينا فيها زهرة الحياة ، تقودنا آمال ، وتحفزنا أحلام ، نسجت بخيالات موجهة ، بنتها بنات أفكارنا ، أصابت أحياناً ، وأخطأت وجانبها الصواب مرات ومرات ؛ لأننا لم نأخذ في الاعتبار أن طرق الحياة ليست كما نظن معبدة وسهلة العبور .
الحقيقة أن دروب وطرق الحياة جمعت بين الوعورة والسهولة ؛ لذا تحتاج منا إلى استعداد مسبق لتلك الرحلة الشاقة، حتى نتمكن من مواصلة الرحلة ونتحمل مشقة السفر غير آبهين بخطورة المنحدرات والجسور المعلقة ، ونستظل أنفاق الحياة ،ونسبح في ظلماتها ؛ لنصل القمة ، حينها نتنفس الصعداء ، ونشارك في معرض الحياة الكبير ، فهل بارت البضاعة وانفض الباعة ، أم انتهت صلاحية تلك البضاعة، أسرقها الزمن؟ أم تآمرت عليها عقبات طرق الحياة؟ .
ماذا فاتنا من الخير ونحن نبني ونتبنى أحلاماً مفلسة زرعناها في أرض رخوة، لا تنبت ولا تمسك البناء ، هل طارت تلك الأحلام مثل سراب من أوهام ؟ وغابت على مرمى برهة من سِنة.
ثم ماذا وماذا
نعض أصابع الندم على ما فات من الوقت وانقضى من العمر وقد تراكم فيها الفراغ والضياع وقل المكسب ، أم مازالت فرصة التغيير قائمة وموجودة ، تنادي كل متفائل قائلة له مساحة الأمل ونوافذ العمل متاحة ، فلا تتوقف الحياة عن تكرار الخطأ واجترار التقصير، فإن العثرات ، والتوقف الآجباري في كل محطة من محطات سير الحياة الراكدة ، تمثل رجوع السهم للوراء قبل انطلاقه من القوس ، بالتأكيد تكون انطلاقته قوية وقوية جداً ، يسير بسرعة فائقة ويصيب الهدف بكل حرفية متناهية .
السعيد من اعتبر بغيره فالحياة مسرح كبير يعطي جرعات شافية كافية .
علينا أن نفكّر في المستقبل ، ولانلتفت للوراء حتى نستدرك ماكان ونعوض ما فات بإذن الله .